حكايات طبية لسلب الأموال - للقاصة والكاتبة صبيحة شبر
حكايات طبية لسلب الأموال
إعادة الجمال ، والتمتع برونق البشرة وصفائها حلم البشرية الدائم
ظلت المحافظة على جمال الشكل وبهاء المضمون، من الأحلام الجميلة التي يسعى الناس إلى تحقيقها ، يحاولون العناية بشكل جذاب ، يثير الإعجاب ، وعقل مفكر واع ، يحققون به السعادة ، ويصلون بواسطته إلى المبتغى..
عمليات كثيرة يقوم بها المختصون، لتغيير شكل الوجه ، وشفط الدهون من الأجساد الممتلئة ، لتبدو أشد جمال، و أكثر شبابا ورقة ، تبذل الغنيات من النساء آلاف من الدولارات، لتغير شكل الأنف، أو تجعل الشفتين أكثر عرضا ، وأقرب مدعاة لإعجاب الجنس الخشن، الذي لا يعجبه من المرأة إلا جمال الشكل، ورهافة الخصر وسعة العيون ، ومن لا تملك النقود الكثيرة ، وكانت من متوسطي الدخل ، والعاملات ، استطاع راتبها القليل أن يسمح لها، بالتردد على أطباء الجلد ، عل مراهمهم تعيد الشباب المفقود ، وكريماتهم ترجع بالبشرة الشاحبة، إلى سابق عهدها بالجمال الفتان ، وصار تطور العلم، يسمح بإزالة البقع الداكنة من على الوجه بأشعة الليزر ، وتنظيف الوجه الأنثوي الجميل، مما يكون فيه من شعرات كثيفة، تبعد الجمال وتطرد الرونق..
كان لإيلاف جلسة مع ضحايا عديدات ، طلبن الحصول على الجمال المنشود، في أمكنة ليست له ، فسُلبت أموالهن القليلة، التي حصلن عليها بالكدح، والنضال طيلة أشهر كاملة ، تحملن فيها تعنت المدراء، وعنف المسئولين ، واتهام الأزواج بالتبذير اللعين..
بقع داكنة تغمق وتفتح
أخبرت السيدة ( صليحة) - 48 عاما- إيلاف إن أول ترددها على عيادات الأطباء الجلديين ، كانت حين ظهرت على بشرة وجهها، الصافية جدا بقع داكنة ، تغمق حين تتوتر أعصابها ، أو تتعرض للغضب ،أمام أحد المشاكل التي لابد أن تعترض الطريق ، وتفتح حين تكون هادئة تبتسم للحياة ، وتهزأ من متاعبها ، نصحتها إحدى الصديقات، أن تجرب الطبيبة خلود ، فإن وصفتها للدواء لا تخيب ، وإن مراهمها ما إن توضع، على البقع الداكنة حتى تزول ، سارعت السيدة (صليحة) بتنفيذ النصيحة، واتصلت بالطبيبة الموصوفة بمهارة العلاج ، كانت الأدوية كثيرة ، مرهم للصباح وآخر للمساء وثالث يوضع على البقعة صباحا ، ورابع يوضع على البقعة مساء ، و تمضي الشهور ، والبقع في مكانها تأبى أن تغادر ..
تضيف السيدة ( صليحة) نصحتني صديقة أخرى، أن أرى طبيبة أكثر مهارة ، لأن الأدوية عادة لا تلائم كل الناس ، فأسرعت إلى طبيبة مشهورة ثانية ، وصفت لي المراهم المختلفة ، دون أن أجد تغيرا
طبيبة ماهرة في العلاج بأشعة الليزر
تمضي السيدة ( صليحة) بإخبار إيلاف عن معاناتها الكثيرة ،" حين واصلت وضع المراهم على بشرة وجهي الحساسة ، أخذ الشعر الأبيض يغزو وجهي ، أسفل الشفتين وفي الذقن ، وجعلني أستحي من الظهور أمام الناس، وخاصة إني موظفة أشتغل ومعي رجال ، عرفت من صديقة لي، أن هناك طبيبة ماهرة في إزالة البقع والتخلص من الشعر الزائد ، فسارعت إلى الذهاب ، طالبة منها أن تساعدني في إيجاد حل لمشكلتي التي أخذت تتفاقم..
طبيبة مختصة بأمراض النساء
تمضي السيدة ( صليحة) في حديثها : مدحت الكثير من صديقاتي إحدى الطبيبات الأخصائيات، في طب النساء والتوليد ، بأنها ماهرة في مساعدة المريضات، بوجود البقع على الوجه، وبكثرة ظهور الشعر غير المرغوب فيه ، وان الكثير من النساء، جربن وصفات هذه الطبيبة، ووجدن العلاج الشافي عندها..
حين زرت الطبيبة، ظننت أنها سوف تقوم، بإجراء الفحوصات اللازمة لي ، كي تعرف إن كانت الأشعة الليزرية مناسبة أم لا ، لكني فوجئت إنها تعطيني موعدا بعيدا ، لأن مريضاتها بهذا المجال كثيرات..
أخبرتني الطبيبة النسائية، أنها سوف تعالج مشكلة الشعر الزائد ، وبعد ذلك تبدأ في معالجة أمر البقع ، أخذتني أول الأمر في عشر جلسات ، كل جلسة بستمائة درهم ، وبقي الشعر كثيفا ظاهرا ، وطلبت أن احضر للعلاج مرة كل أسبوع ، ولم أجد تحسنا..
جلسات مستمرة
أخبرت الآنسة ( أ ، أ)- 20 عاما- إيلاف إن جلساتها العشرة ،مع الطبيبة لم تنفعها في شيء ، فاقترحت عليها تلك الطبيبة النسائية، ان تغير آلة العلاج لها ، وأخبرتها أن هناك طرق كثيرة، للعلاج بأشعة الليزر ، وان جلسات عشرة أخرى كفيلة بالنجاح، ولكن الجلسات تمضي ، والنقود تدفع ، والشعر غير المرغوب فيه يظل في مكانه يرفض المغادرة..
أضافت الآنسة هيفاء- 22 عاما- : بعد أن وجدت إن جلسات الطبيبة معي ومع صديقتي ( أ ، أ) لم تقدم لكلينا، أية فائدة في العلاج ، شككت في الأمر وراجعت طبيبة مختصة في الأمراض الجلدية ،
القانون لا يحمي المغفلين
تقول الآنسة هيفاء إن الطبيبة المختصة أخبرتها، إن العلاج بأشعة الليزر، لإزالة الشعر غير المرغوب فيه، لا يمكن أن تكون أكثر من عشر جلسات للشخص الواحد ، لأنه غالبا ما يزول الشعر بعد الجلسة الرابعة، أو الخامسة على الأكثر ، وان بشرة الوجه من الحساسية، بحيث تضر بها الجلسات الكثيرة ، والتعرض لأشعة الليزر ، كما إن الليزر لا يمكن أن يعالج الشعر الأبيض، ونحن في كلية الطب، حين ندرس أمراض الجلد، وطرق معالجتها، نعرف في البداية إن الشعر الأبيض لا يعالج بالليزر ، ولأنه من ا لبديهي للمتعلمين، والذين يشغلون وظائف محترمة، ألا يجعلوا أحدا من الأدعياء، يضحك عليهم ويسرق نقودهم ، وإنهم يجب أن يتصفوا بالوعي المطلوب ، فالقانون لا يحمي المغفلين..
![](http://3.bp.blogspot.com/-THi8pJcARfU/TV1PB0A4BGI/AAAAAAAAAG4/w8ujzTX_kWY/s400/0000.gif)