|

ناجي العلي : الطريق الى فلسطين بمسافة الثورة - بقلم هناء الدويري



ناجي العلي: الطريق إلى فلسطين بمسافة الثورة




الاثنين 6-9-2010م
هناء الدويري

الكاريكاتير الإعلامي الشهيد ناجي العلي ضمير القضية الفلسطينية رائد المقاومة الباسلة بسلاح الكاريكاتير العربي الحديث، الذي دفع حياته ثمناً لقضيته عندما طالته يد الغدر الإسرائيلية في لندن بعد أن هجرته من وطنه .

الشهيد الأول في عالم فن الكاريكاتير الإعلامي لا يزال يشكل زخماً عاطفياً وفنياً على امتداد مساحة الوطن العربي والعالم قبل وبعد استشهاده في آب عام 1987।‏

«خيمة تعلو قمتها يد تلوح» أولى لوحاته التي نشرت في مجلة الحرية في 25 أيلول عام 1961، وانطلاقته هذه بدأت على يد الصحفي والأديب غسان كنفاني عندما رأى ثلاثة رسوم من أعماله في إحدى زياراته لمخيم عين الحلوة .‏

وفي عام 1963 سافر إلى الكويت ليعمل محرراً ورساماً ومخرجاً صحفياً، فعمل في الطليعة الكويتية والسياسة الكويتية والقبس الكويتية، والقبس الدولية.‏

لم يقبل المساومة أو المناورة يوماً في أعماله فجاءت رسوماته تمثل الواقع الفلسطيني (المخيمات والفقر والمعتقلين السياسيين والخلافات العربية والخلافات الفلسطينية والتنازلات المعلنة والمضمرة) وكانت في مجملها تحت اسم واحد فلسطين ।‏

وعندما اضطر لمغادرة الكويت إلى لندن عمل في القبس الدولي وبقي وفياً لنهجه السياسي النقدي الذي لا يقبل المساومة، وظل يهاجم كل من يبتعد خطوة عن فلسطين الوطن والمعاناة والحلم، وتراكم الهزائم والقرارات الدولية رفع من إرادة التحدي والمقاومة والإحساس العربي بالظلم والغضب لديه .‏

أعمال ناجي العلي صورت حجم المعاناة والظلم والألم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني وكان يهتم من الناحية الفنية للكاريكاتير بإيصال الفكرة بأبسط الطرق وأسهلها بعيدا عن الكلفة التقنية، من هنا جاءت شخصياته الكاريكاتيرية من الشارع والمخيم والبيت، طبيعتها ميزة الحزن أكثر من السخرية والإضحاك التي تميز الكاريكاتير عموماً ، خلال عشرين عاماً قدم حوالي خسمة عشر ألف رسم اشتهرت شخصية حنظلة من بين أعماله تلك الشخصية التي ابتدعها ناجي العلي في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية وتمثل صبياً في العاشرة من عمره أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره وأصبحت تلك الشخصية توقيع ناجي العلي على رسوماته وهي رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه، فهو يدير ظهره للعدو، ولد حنظلة في 5 حزيران 1967 ويقول ناجي العلي :إن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية وحنظلة ولد في العاشرة من عمره وسيظل دائماً في العاشرة، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء.‏

وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي كتفته بعد حرب تشرين 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا تكتيف الطفل حنظلة يعني دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة فهو ثائر وليس مطبعاً .‏

وعندما سئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة! أجاب عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.‏

يقول ناجي العلي عن حنظلة:‏

إن شخصية حنظلة كانت بمثابة أيقونة روحي من السقوط كلما شعرت بشيء من التكاسل، إنه كالبوصلة بالنسبة لي وهذه البوصلة تشير دائماً إلى فلسطين ..‏

قدمته للقراء وسميته حنظلة كرمز للمرارة، في البداية قدمته كطفل فلسطيني، لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفق قومي ثم أفق كوني إنساني .‏

ناجي العلي في سطور‏

ولد ناجي العلي عام 1937 في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، هاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، ثم هجر من هناك وهو في العاشرة.‏

دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن وقبره يحمل الرقم 230191، وأمنيته قبل أن يستشهد أن يدفن في مسقط رأسه ويقول ( الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة إنها بمسافة الثورة)، لعل تلك الثورة تعيد رفاته إلى حيث تمنى أن يكون

المشاهدات: ..
الناشر Unknown on 1:10 ص. تابع قسم . الموضوع يعبّر عن رأي كاتبه لمراسلتنا، اضغط هنا.

0 التعليقات على "ناجي العلي : الطريق الى فلسطين بمسافة الثورة - بقلم هناء الدويري"

علّق على الموضوع

أحدث التعليقات

أحدث المواضيع